هل يتصرف الله بالظلم؟

هل يتصرف الله بالظلم؟

هل تساءلت يومًا ما إذا كان الظلم الحقيقي موجودًا في عالمنا؟

بالنسبة لأولئك الذين يفهمون بعمق آلية عمل قوانين الخلق، والتي تعبر عن الإرادة الكاملة لله، فإن الجواب هو لا مدوية، الظلم غير موجود ولا يمكن أن يوجد.

دعوني أشارككم قصة حقيقية رائعة من أحد طلابي والتي توضح كيف تعمل هذه القوانين في حياتنا اليومية، غالبًا بطرق لا ندركها على الفور.

أخبرتني طالبتي أنه خلال طلاقها، نجح طليقها في حرمانها من جميع أموالهما المشتركة. كانت هذه المرأة مؤمنة بالله إيمانًا راسخًا، وعرفت أن “الرب يُرسل الفقر والغنى، يُذل ويُعلي” (صموئيل الأول ٢: ٧). كما عرفت أن قوانين الخلق ستعاقب كل من يُخطئ، عاجلًا أم آجلًا.

لذلك، على عكس ما تفعله معظم النساء في هذا الموقف، قررت التنازل عن كل الأموال التي كانت تستحقها، وبدلاً من إهدار طاقتها في المعارك القانونية، أسست عملًا تجاريًا مزدهرًا جعلها في غضون بضع سنوات أكثر ثراءً من زوجها السابق.

في أحد الأيام، تلقت رسالة من سلطة ضريبة الدخل تخبرها بأنها تستحق استردادًا قدره 8000 يورو، وكانت بطبيعة الحال سعيدة بتلقي هذا المال (لأنه ليس كل يوم تقوم سلطة الضرائب برد الأموال…).

لكن الأمر المثير للاهتمام الذي حدث في نفس الأسبوع بالضبط هو أن زوجها السابق اتصل بها (وهو ما لم يحدث كل يوم أيضًا…) وبدموع التماسيح، طلب مساعدتها، مخبرًا إياها أنه تم سرقة 8000 يورو منه خلال رحلة عمل!

هنا مثال على قانون السبب والنتيجة في العمل، حيث كانت هذه المرأة فقط على دراية بعجائبه.

كان زوجها السابق مقتنعًا بأنه ضحية (كان يقول دائمًا أيضًا إنه لا يؤمن بقانون الكارما… حسنًا، لا يهم حقًا ما إذا كان الشخص يؤمن بالقوانين أم لا، لأنها تعمل من تلقاء نفسها…).

في غضون ذلك، اللص الذي سرق المال من زوجها السابق والمسؤولون في سلطة الضرائب الذين أعادوا نفس المبلغ بالضبط للمرأة، غير مدركين تمامًا أنهم ببساطة ينفذون ما تم نسجه بالفعل في خيوط القدر وكان ينتظر فقط من ينفذه ويحققه.

(فيما يتعلق باللص، فمن المحتمل جدًا أنه بقراره قد خلق لنفسه كارما مشكلة، ولكن هذا لا يتعارض مع حقيقة أنه في تصرفه كان منفذًا لقانون السبب والنتيجة للزوج السابق).

لذا، لا شيء يحدث في حياتنا صدفة. لسنا مجرد ضحايا لظروف عشوائية، مما يعني أن الظلم الحقيقي لا وجود له. ما ينقصنا هو فهم أعمق لخيوط مصيرنا – خيوط نسجناها بأنفسنا عبر تجسيداتنا المتعددة.

وعلاوة على ذلك، فكما أن هذا المبدأ ينطبق على المصير الفردي لكل شخص، فإنه يمتد ويحكم أيضاً مصير كل أمة والإنسانية ككل.

من هذا المنطلق، نستنتج أن صورة الله كرجل عجوز ذي لحية بيضاء، يُعاقب أو يُكافئ الأفراد بنفسه، ليست سوى تصور طفوليّ. فكل من يتبنى هذه النظرة يواجه حتمًا تناقضات عميقة وشكوكًا حول وجود الله. فكيف يُمكن لإله يُوصف بالرحمة والرأفة أن يكون مسؤولًا عن كل الشرور والمعاناة في عالمنا، بدءًا من الكوارث الطبيعية المُدمرة كالزلازل وأمواج تسونامي والأعاصير التي أودت بحياة الكثيرين، وصولًا إلى المآسي العالمية المروعة التي سببها الإنسان، كحوادث إطلاق النار الجماعي والهجمات الإرهابية والحروب والإبادة الجماعية؟

كما أنه من غير الممكن أن تكون هناك سلطتان – الخير والشر، النور والظلام، الله والشيطان – تتنافسان مع بعضهما البعض على إدارة العالم (وفي الوقت نفسه، يتغلب الشر والظلام والشيطان على الخير والنور والله…)

لذلك، فإن الطريق للخروج من متاهة التناقضات هذه -التي تؤلم روح كل باحث حقيقي- هو أن نفهم أننا نفتقر إلى الفهم العميق لإرادة الله كما تم التعبير عنها في قوانين الخلق.

علاوة على ذلك، فإن أولئك الذين يفهمون بعمق العمل الرائع لهذه القوانين الأبدية وغير التعسفية يعرفون أيضًا أننا نمتلك القدرة على تغيير مصيرنا من خلال التحول الإيجابي!

وبالعودة إلى مثالنا، لو أن الزوج السابق كفّر عن أفعاله تجاه طليقته، فإن طريق اللص لم يكن ليتقاطع مع طريقه بأي حال من الأحوال!

والآن هناك سؤال يطرحه الكثير من الناس على أنفسهم بالتأكيد: ما الذي يجب أن يحدث حتى يتغير مصير عالمنا؟

وهنا جوابي:

نحن بحاجة إلى العثور على 144000 شخصًا يدركون فورًا الحقيقة في هذه التعاليم ويسمعون الدعوة لاتخاذ موقف!

هؤلاء المدعوون، البالغ عددهم 144,000، لا يمثلون سوى نسبة ضئيلة من سكان العالم، لكن قوتهم الروحية تُضاهي قوة العشرة الصالحين الذين، وفقًا للروايات الكتابية، كان بإمكانهم إنقاذ مدينتي سدوم وعمورة الشريرتين! إنهم مدعوون لتحقيق رسالتهم وتغيير العالم القديم إلى عالم جديد.

إذا كان هذا يتردد في ذهنك وكنتَ باحثًا حقيقيًا عن الحقيقة، ندعوك للانضمام إلى مدرستنا بزيارة موقع almaschool.org. هناك، يمكنك قراءة المقالات، والاستماع إلى عشرات المحاضرات والبودكاستات المجانية، والتسجيل في دوراتنا حول قوانين الخلق العميقة والمعرفة القديمة التي تُنير الطريق الصحيح نحو النور.